Ghassan Abu Laban "Observations"

تبدأ اللوحة من ملاحظات و متابعات يومية لحركة الشخوص و انفعالاتها و علاقاتها مع البيئة المحيطة بها، و هي بيئة مجازية تحكمها و تقود متغيّراتها مفردات الذاكرة البصرية و الشعورية، حيث تشكّل الذاكرية بتراكماتها البصرية والحسيّة والمشاهدات والمؤثرات التي منها تستقي اللوحات عوالمها وبواطنها الكامنة في طبقات العمل، وهذه العوالم تُغني الخطاب اليصري الذي تؤول إليه اللوحة. عند تنفيذ العمل الفني يتم اختزال التشخيص إلى مستويات متعددة من التبسيط والتجريد للتأكيد على أن حضور التجسيد هو حضور للمعنى ولأنسنة اللوحة وليس للتشخيـص كقصد، لذلك كـــان التجـريد هامّاً لـيرفع من قيمة ذلك المعنى و يفرده على مساحات اللوحة و يولّد البعد الانفعالي النفسي من ناحية، و من ناحية ثانية ليرفع من المعالجة التقنية لسطح العمل، و لتظهر من خــلاله القدرة على التصرّف في العناصر البناية، والسيطرة على المفردات الجمالية للعمل. و تعتمد التقنية اللونية على التحــاور ما بين الشخـوص في العمل الفني و مـا بين المساحات التي تحيط به وتتداخل معه، وتنشأ من خلال ذلك التحاور علاقات بنائية عفوية تتقاطع في المساحات وفي التلوين لتشكّل جسم العمل، ويضاف إليها عناصر بصرية أخرى مثل خشـونة السطح و الكثــافة اللونية العــالية والتنويع في الملامس و اتســاع مسارات الفرشـاة والسكين على مساحات اللوحة، و التجاورات المتفاوتة بين الحار و البارد و الدرجات المتوسطة و العالية و المضيئة مما يعطي ثِقَلاً و حضوراً مؤثراً للعمل.